مقال / ترك الناس في "رهبة" من مدى صدقك مع نفسك...../ لمحرر صحيفة فنون الثقافية من القاهرة / الكاتب حسام الدين مسعد / مصر..........

 

مسؤول
 1 ي 

‏‎Hossam Eldeen Mossaad‎‏ مع ‏حسين علي هارف‏ و‏
‏٢٧‏ آخرين
‏.

2 ي 
اترك الناس في "رهبة" من مدى صدقك مع نفسك.....
بقلم حسام الدين مسعد
★★★★★★★★
"Aw thentic declaration"
هو عنوان العرض الياباني الذي تم تقديمه في محور مسرح الشارع والفضاءات غير التقليدية ب مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى Sitfy
-انطلق العرض في فضاء الساحة الأمامية للسوق القديم في مدينة شرم الشيخ بالمؤدية" Kayoko Ichihara " التي قامت بتوزيع بعض الخضروات والفاكهة علي جمهور المتلقين،ثم استطاعت من خلال اللغة الجسدية التي كانت لغة التواصل والإتصال مع جمهور التظاهرة الدولية ان تعبر رمزياً ودلالياً عن الإنسان الأصيل واصفة
الشخص الذي لديه الثقة في الحب والاحتضان والعيش في الحياة على طبيعته الحقيقية،إذ يتعلق الأمر يا عزيزي القارئ بإخبار العالم من خلال شخصيتك الفريدة ومواهبك أن لديك شيئًا لتساهم به،وهذا ما أكدت عليه المؤدية اليابانية من أن لديها ما تريد ان تقوله، من خلال
صدقها مع نفسها والتعبير عن ذلك درامياً من خلال مفهوم الحرية المطلقة،والتمرد علي كافة الأطر التي تقيد حرية الإنسان وتجعله ذليلاً للرغبة،والشهوة،لكن الصدق مع النفس كان دافعاً للإحتجاج والثورة التي سطرت نهاية هذا العرض الياباني بتصريح رائع اتسق وعنوان العرض الذي ترجمته العربية مفادها " ياله من تصريح رهيب "
-لكن لو توقفنا بعد مشاهدة هذا العرض وطرحنا السؤال علي أنفسنا هل ما قدمه العرض الياباني مسرح شارع؟ أم أنه عرض مسرحي تم تقديمه في الشارع ؟
إن الإجابة علي مثل هذا السؤال تستوجب علينا إستدعاء مفهوم مصطلح مسرح الشارع في كلا التجربتين الغربية والهندية فوفقًا لقاموس كامبريدج Cambridge Dictionary فإن مسرح الشارع هو: "الترفيه غير الربحي الذي يقدَّم خارجيًا في الأماكن العامة خاصة قرب المحلات، المطاعم، الحانات")
-يتضح لنا من التعريف الكامبريدجي أن عروض مسرح الشارع لا تقتصر على العروض الأدائية الدرامية التي يتم تمثيلها، أو تشخيصها فقط، بل تمتد إلى العروض الأدائية غير الدرامية كعروض الموسيقي، والرقص التي تقدم في الأماكن العامة مجانًا من أجل الترفيه غير الهادف للربح.
-،ولا يختلف التعريف اللغوي في معجم أكسفورد Oxford Dictionary عن معجم كامبريدج إذ يعرفه المعجم الأكسفوردي بأنه "مسرحيات أو عروض أخرى تقدم في الشارع".
-نلاحظ أيضًا من هذا التعريف انفتاح المصطلح على منظومة من الأعمال الفنية، والأنشطة دون حصر المصطلح بالعمل المسرحي.
ويعرف "بيم ماسون" مسرح الشارع بأنه "الأعمال التي صممت لتقدم في الشارع".أن هاته العروض،راعت الطبائع المعمارية،والجغرافية،والإنفلاتية للفضاء المادي الطارئ أثناء عملية المسرحة،كما راعت أيضا أطر تكوين العلاقة الثنائية بين الباث،والمتلقي.
-لكن مفهوم مصطلح مسرح الشارع في التجربة الهندية يختلف عن التجربة الغربية إذ تشير الباحثة الهندية "أنكيتا بانرجي" Ankita Banerje إلى أن المعني العملي لمصطلح "مسرح الشارع "هو أنه "شكل من أشكال الدراما الجماعية التي تقدم في الهواء الطلق وبشكل رئيسي في الشارع، حرم الجامعة، محطة السكة الحديد، السوق، أو في الأحياء الفقيرة… بغرض ليس فقط التسلية، وإنما لخلق ناشطين".
والحقيقة فإن ما يعنينا كثيرًا في التعريف السابق هو التحديد، والتخصيص الذي يربط تجربة مسرح الشارع في الهند بالعروض الأدائية الدرامية أي العروض المسرحية والتمثيلية والتي تقدم في الهواء الطلق، فالفضاءات المفتوحة ليست للتسلية فقط، وإنما لخلق ناشطين اجتماعيين من خلال عرض مسرح الشارع الذي يبحث عن التفاعل الاجتماعي الإيجابي مع المتلقي.
-لكن الي اي من المفهومين ينتمي العرض الياباني ؟
أنني أري أن المفهوم الذي تبناه العرض الياباني يتسق وتعريف"
برادفورد دي مارتن" للأداء، والعرض في الأماكن العامة،من "إنه تكتيك واعٍ ومنمق لتنظيم الأغاني، والمسرحيات، والاستعراضات، والاحتجاجات، وغيرها من المشاهد في الأماكن العامة، حيث لا يتم دفع رسوم دخول ويتم دعوة المشاهدين في كثير من الأحيان للمشاركة، ويتم فيها نقل رسائل رمزية حول قضايا اجتماعية وسياسية لم يكن قد شاهدها الجمهور في أماكن أكثر تقليدية".
وهذا بالفعل ما عمد إليه العرض الياباني الذي انطلق من دعوة الجمهور للمشاركة جسدياً،وذهنياً مع الجرأة التي طرحت بها قضية العرض من خلال عقدة واحدة،وسلسلة من الأداءات الجسدية،والصرخات
ويقودنا هذا التعريف إلى بلوغ نتيجة هامة رغم استبدال صيغة التعبير لدى "برادفورد" دون تغيير المفهوم، وهي ذاتها النتيجة التي أكدها الأمريكي "ريتشارد شكينر" في تعريفه للأداء والعرض في الأماكن العامة- "عقدة واحدة فقط من سلسلة متصلة من الأنشطة، والأدائيات الإنسانية.
-إن العرض الياباني استغرق في مفهوم المصطلح في التجربة الغربية لكنه مزج بين تقنيات التجربة الهندية فكانت الدراما التشاركية مع المتلقي دراما جماعية استطاعت أن تطرح قضية يومية اشتبك معها المتلقي ذهنياً بغية التغيير في مواقفه واتجاهاته،وسلوكه .
-لكن يظل السؤال الهام الذي يقودنا للكشف الصادق مع أنفسنا،ويجيب علي مفهوم الحرية بالنسبة لنا كأفراد تحيا في المجتمعات العربية،هل ما قامت به المؤدية اليابانية من أفعال وتعبيرات جسدية جنسية،ودعوتها لمشاركة جمهور المتلقين لمثل هذه الأفعال يتلائم مع اعراف،وتقاليد مجتمعاتنا العربية ؟ام اننا بحاجة إلي التمرد والإحتجاج وتجاوز الحدود بالتفكير والتأمل ؟ كي نطلق صرخة نجابه بها العبث الدائر في هذا العالم،كما أطلقها العرض الياباني في وجه المؤسسات المالكة للخطاب والقوة والمعرفة في العالم والتي مفادها "ستبقي غزة ".

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لاتبخل بالهوى...فالقلب يختنـــقُ / نص ادبي للشاعر يمان الخيام / لبنان .............

في هواك مجندة / نص ادبي للشاعرة مارينا أراكيليان أرابيان/ العراق ..........

بين وبين / سرد تعبيري للكاتبة المسعودي فتيحة / المغرب....................