بين وبين / سرد تعبيري للكاتبة المسعودي فتيحة / المغرب....................

 بين وبين

حدث بين الجمال والشناعة .. يحدث عندما تغضب الطبيعة .. شيء بين .. وبين .
رياح قوية .. جد قوية .. تقذف كل من اعترض طريقها الى أبعد المسافات .. أمواج عالية تصطدم بعضها ببعض لتحدث صوتا مخيفا مرعبا، أسماك جميلة .. وسمكات رهيفة الإحساس والمشاعر ، تخاف الغضب وتخشاه كثيرا .. نزلت الى الجزء السفلي من المحيط ، ومكثت صامتة ، لا حركة ولا كلام .
أمطار غزيرة قوية ، مصدرها سحوب طاغية بسبب غضبها الكبير من الوضع الذي لم تعد قادرة على العيش فيه ، لهذا السبب قررت الذوبان وإعطاء حدا لوجودها في سبيل إسعاد الكون !، لتصبح مياه جارية بين السهول والوديان .
اندهشت أدمغتنا من هيجان الطبيعة وطغيانها !، فخرجت للتجوال في الأجواء المخيفة ، ومواجهة مصيرها مع الطبيعة والحياة !.
طار دماغ مع هبوب الرياح ليلتقط عصفورا في الفضاء ، أفقدته الرياح القوية توازنه في الطيران فأصبح ضائعا في السماء !!.
هناك دماغ آخر يبعد اليابسة بمسافات عديدة .. ارتمي بين أمواج البحر وغطس في جوفه ، ليوقظ بحركاته كل الأسما المختبئة وجعلها تفر هاربة الى مكان أكثر أمان !!،
هاهو دماغ ثالث اندمج مع قطرات المطر !!.. ليتهاطل معها !!، ولكن من شدة توتره .. وسوء تصرفه .. وعدم احترافه في السباحة .. حدث وغرق في نهر ل ينجو بعد مدة طويلة من غرقه بخسارة كبيرة، وهي الإعجاز عن الحركة !!!.
ليصبح بعد ذلك معاقا لا يحرك ساكنا !! ، ولم يعد باستطاعته شيء الا الفرجة من بعيد !!!.
بقي على هذا الحال المؤلم والمأثر ، الى أن اراد الله له الشفاء ..
فعادت الطبيعة فجأة الى هدوئها .. ومن الفرحة ارتسم في السماء قوس قزح .. انعكست الوانه الجميلة والناصعة على الكون بأكمله !!!، فبدأ الدماغ الذي أصبح مختلا عقليا بحركة بطيئة تدريجيا، ليفتح عيناه على جو ساحر ومناظر خلابة .. من الفرحة استعاد كل قواه .. ومن التجربة المؤلمة اكتسب مناعة أقوى ليعيش حياة سعيدة ما بين ثلاثة فصول !!!.
وهو يحاول الإستعداد للفصل الرابع الذي لم يعلم بعد ماسيأتي به من كوارث ومآسي ..
وفي كل الأحوال ، يبقى هناك مصدر للإطمئنان ..
مصدر لا بأس به .. بين وبين .
المسعودي فتيحة المغرب
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏‏ابتسام‏، و‏حجاب‏‏‏ و‏وشاح‏‏
كل التفاعلات:
٤

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لاتبخل بالهوى...فالقلب يختنـــقُ / نص ادبي للشاعر يمان الخيام / لبنان .............

في هواك مجندة / نص ادبي للشاعرة مارينا أراكيليان أرابيان/ العراق ..........