سرد تعبيري وخاطرة الرحيل للكاتب محمد بوخالفة./بسكرة / الجزائر.......................

 خاطرة :

{ الرحيل }
كانت قمرا في ليالي حالكة تتبعه نجوم مضيئة بخطوات مثقلة تطل من حين الى أخر غابت و غيرت مسارها و أخذت مسارات لم تتعود السير فيها و تركت اثارا و جراحا ثاغرة لم تندمل بعد.
ملهمتي هل حان وقت الوداع مغادرة مبكرا الأمكنة لتسافري وحيدة طرقا وعرة ثناياها مسارها و أروقتها ملتوية و مظلمة.
تعودت على اطلالتك المضيئة كشمس تشع جنوبا في الصيف الربيع و نسماته، لكن منذ زمن بعيد لم نعد أرى طيفك مثلما كان يزورني في مواسم الزرع مبتهج في كل فجر و صباح.
ليس من عادتك الهجر و النسيان تاركة وراءك فراغ قاتل دون توصية أو خط يبرز حقيقة غيابك، تركك للأمكنة لا يعني فراق دون عودة لهذا لأستطيع الفصل في المصير وأقول وداعا.
لم تجف دموعي بعد من هجرة المكان أين كنا نتواعد أنتظرك كل ليلة و مساء بشغف و أنتظرك فجرا و في ضوء النهار و اليوم كل الأضواء الكاشفة لم تجد أثارك و لم تجد طيف وظل خيالك يا فاتنة.
من الأجدر أن تخبريني تشعريني بغيابك قبل المغادرة لن أعود أعاتبك مثلما تعودت عتابك في أوقات الهجر و الغياب.
ضاع الذوق و الشوق و الحرارة و الدفئ لم يعد دفئ الربيع مثلما كان، تغيرت أجوائه و تغيرت ملامح الجسم و تضاريس ملامحي لم تعد كما كانت في سن الطفولة والشباب و أنهكتني السنين وزاد عذاب غيابك لن أقول رغم كل ما جرى وداعا لعلى يوما تعودي لرشدك و للأمكنة.
غيابك أثر في الأماكن كلها أين كنا نتواعد و نلتقي و نرحب بوجودك و وجودي للأسف تغيرت الأشياء الجميلة الى اللون الرمادي بعد حرق كافة كتب الماضي الجميل شعرا و قصصا رومانسية، أين هو عصر الوفاء و الكلمة أين هي المصداقية و الحلم الوردي الجميل عند كل مساء، أين أزهار الربيع هل جفت أم لم تعد تطل بألوانها مثلما كانت زاهية الألوان و عطرها المنعش الجميل.
الأن فقط قررت مغادرة المكان لأعود الى خريفي أين الريح و هواه الجاف والمجحف حيث تتساقط كافة الأوراق اليابسة و اليائسة من مواصلة النمو و المشوار في غياب قطرات ترويها من العطش و الموت الأكيد، لهذا لازلت لم أفصل في قراري أنتظر أملا جديدا ربيعا حاملا معه باقة ورود وأزهار بالألوان زاهية.
محمد بوخالفة.
بسكرة الجزائر.
قد تكون صورة ‏شخص واحد‏
أعجبني
تعليق
مشاركة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لاتبخل بالهوى...فالقلب يختنـــقُ / نص ادبي للشاعر يمان الخيام / لبنان .............

في هواك مجندة / نص ادبي للشاعرة مارينا أراكيليان أرابيان/ العراق ..........

بين وبين / سرد تعبيري للكاتبة المسعودي فتيحة / المغرب....................