الشاعرة " فاطمة هاشم " تزيل نقاط الألم عبر كتابة القصيدة الزجلية في هذا الإغتراب الرهيب/ مقال الناقد قاسم ماضي / اميركا ...................
الشاعرة " فاطمة هاشم " تزيل نقاط الألم عبر كتابة القصيدة الزجلية في هذا الإغتراب الرهيب .
مرارا وتكررا تكرر تلك الشاعرة الأمريكية " فاطمة هاشم " وهي من اصول لبنانية عبارات مؤلمة تحفز فيك هذا الشعور الإغترابي الذي يوقظ احساسك المعذب و تجعلك تفكر بها كثيرا فهي امرأة عصامية هاجرت الى دولة الإمارات واكتسبت خبرات كثيرة عبر تواصلها مع مبدعين آثروا الساحة بابداعهم ونشروا ابداعاتهم الشعرية في الكثير من الصحف والمجلات وطبع منهم عدة دواوين شعرية ، وكان زادهم اليومي هو الشعر ومنهم شاعرتنا اللبنانية الأمريكية ،التي أهتمت " بالزجل " وهو فن من فنون الأدب الشعبي يعود أصله إلى جزيرة العرب قبل الإسلام ، اي إلى بلاد المغرب والأندلس ، وهو شكل تقليدي من أشكال الشعر العربي باللغة المحكية ، وهو ارتجالي وينتشر الزجل بشكل كبير في لبنان وشمال فلسطين وشمال الاردن وغرب سوريا .والشاعرة هي كاتبة في عدة صحف ومجلات ومنها جريدة " صدى الوطن " في ولاية ميشيغان .
وهنا تقول في قصيدتها الشهيرة " الف مبروك للعراق "
العراق يا أجدع بلد بالكون ، طل الحرف من نور عشفافو ، أصل الحضارة فرخت من هون ، ورجالها كل الدني طافو ، العراق رمز الحب والإيمان ، ورجال بالميدان ما خافو ، وكربلا شعشعت على الأكوان ، والنجف حامل على على كتافو "
وهي تستمد قصائدها الشعرية من الواقع اليومي المعاش بلغة محكية وفيها من الصور الكثير ، وهي التي تغربت عن وطنها الأم نتيجة الحرب الأهلية كما غيرها من المبدعين ، وظلت حالمة بقصائدها التي رسختها في عقول الكثير ممن عاصروها في هذا الإغتراب ، وهي تحتضن قصيدتها في قلبها وروحها ، وحتى لا يغيب عنا فهي تكتب الشعر الشعبي " المحكي " بكل انواعه ويشكل لها مادة دسمة في حياتها ، وبفطرة الشعر الشعبي اللبناني الذي ما زال ينتقل وينتشر في بقع الأرض ، إلى أن وصل إلى اقصى القارات ليحي تراث الشعر الشعبي اللبناني .
يللي ديارك للضيوف عملتها ، وجبت عا خبزك معك ميه شريك ، وكلمة اهلا وسهلا قلتها ، مليون مرة وما حدا مرا وفيك ، ولما بوجه ضيفك عيونك جلتها ، جولة محبي بدلها عشرا عطيك ، ومن نص تمو بس ايدك شلتها ، ولقمتك لما بلغها سب فيك .
هذه المرأة المرتبطة بالوطن والباحثة عن نقاط الضوء الكثيرة التي جعلتها مادتها الأساسية في عالمها الشعري ، تراها تصف بلغتها المحكية التي انطلقت منها وكتاباتها الأسبوعية في الصحف العربية التي تصدر هنا وهناك ، كل مايثير فيها ويجلب نظرها في هذه الحياة التي جعلت منها مختلفة عن الآخر عبر تجوالها في عوالم الإنسان ودواخله وتمرادته التي كانت وما زالت واضحة للعيان ، وان أرتباط تطور الشعر والذي يطلق عليه " العامي " بتطور اللهجات المحلية التي سادت المناطق العربية ، فأستخدام اللهجات العامية حتم كتابة الشعر بهذه اللهجات ، وحتى ندخل في صميم الموضوع ولمعرفة الأصول التاريخية لهذا النوع من الشعر ويجب ان نعود لتاريخ اللهجات ونشأتها في بلداننا العربية ، والثابت أن الشعر تبع كل التغييرات اللغوية والاجتماعية والثقافية التي طرأت على مجتمعاتنا .
لو بعدني بحبك تا اتحول مطر ، ومن فوق بيتك صب جرة مدمعي ، ومن خلف عتمة ليل نقزها السهر ، تبقى مثل ما بيطلع الصبح طلعي ، واقلك تعي بالبال عاوراق الشجر ، بلكي بصوت الريح صوتي بتسمعي ، وتتحيري وعالباب يغريكي السفر ، وتتعمشقي بالليل بحبال المطر ونحن قلبك للحبيب وترجعي .
ولهذا تجدها حاضرة في كل الأماسي الشعرية العربية وتطلق قصيدتها كل تصل إلى هذفها الفلسفي والحياتي التي اختارته الشاعرة ، وهي تؤكد عبر طروحاتها قول بعض الحكماء " الكتب بساتين العلماء " أو " ذهبت المكارم الا من الكتب " مؤكدة قول الجاحظ " الكتاب نعم الذخر والعقدة ، والجليس والعمدة ، ونعم النشرة ونعم النزهة ، ونعم المشغل والحرفة ، ونعم الأنيس ساعة الوحدة ، ونعم المعرفة ببلاد الغربة ، ونعم القرين والدخيل والزميل ، ونعم الوزير والنزيل ، والكتاب وعاء ملىء علما ، وظرف حشى ظرفا ، واناء شحن مزاحا ، أن شئت كان أعيا من باقل ، كل هذا تردده في احاديثها وندواتها الثقافية ،
أودعتها القلب ، قلبي وهي راحلة ، إلى المجهول فخانت صبرها الهمم ، اذا كلما رواد التذكار مقلتها ، درت دموعا ولكن الدمع دم ، ندبت حظي ، توخيت اللحاق بها ، فجادني العزم ما ازرى بي الألم ، ما بين غيبتها الجلى وعودتها الفضلى ، تنازع روحي ثم تضطرم .
وهي تعمل لطبع ديوانها الأول بعد الأتفاق مع دار النشر في القاهرة ، وبذلك تسير على خطى من سبقوها في هذا الإغتراب ، وهنا نؤكد قول المستشرق الإسباني " آنجل جنزالس " هجرة أهل العلم والأدب حاملين معهم علومهم وآدابهم وثقافتهم من الأندلس إلى المشرق ، وان الظروف الاجتماعية كانت في هذه الآونة مؤهلة لأستقبال مثل هذا الفن الوافد .
قاسم ماضي –ديترويت
تعليقات
إرسال تعليق