صوت تكنى / اضاءة للشاعر ثامر الخفاجي / العراق ............
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
صوت تكنّى .. انشودة تستصرخ الطف
للشاعر وليد حسين
إضاءة : ثامر الخفاجي
يا آلَ بَيتِ رَسولِ اللَهِ حُبَّكُمُ
فَرضٌ مِنَ اللَهِ في القُرآنِ أَنزَلَهُ
مَن لَم يُصَلِّ عَلَيكُم لا صَلاةَ لَهُ
وفق هذا المفهوم الذي تجلى في قول الإمام الشافعي،كمبدأ إيماني ورسالي لما لهذه العترة الطاهرة من آثار إنسانية ووجدانية وعاطفية تشد إليها كل من آمن بالرسالة المحمدية ومن سار عليها يطوع الشاعر وليد حسين حرفه للتعبير عن هذا الحب والارتباط الرسالي مع الملحمة التي تركت آثارها الخالدة في سفر تأريخ الثائرين ضد الظلم والقهر والاستبداد، ملحمة الطف التي جسد فيها شهداء الطف بدمهم الزاكي المعنى الحقيقي للانتصار ،إنتصار قوة المنطق على منطق القوة، والدم على السيف، والأحرار على العبيد إذ يقول:
ظلم ٌ بحجمِ الأنا..
في الناسِ ما انقشعا
يزدادُ بأساً .. فأذكى بيننا الطَمَعا
مصيبةُ الآلِ غطّتْ كلَّ جانحةٍ
منذُ اغتيالٍ ..
أ لم تَمنحكَ مُتّسعا ..؟
هذا الحب الذي تملك شاعرنا، خصوصا وأنه من حاضنة دينية واعية الفكر وا ضحة المعالم،اعطى لما يعتلج في روحه مساحة كبيرة لحرفه وهو يشكوه بثه وحزنه لما آلت إلية مصيبة كربلاء إذ يقول:
نالتْ من القلبِ حَتماً ..
كم أهاجَ بنا
ركبُ الأسارى بموتورينَ مُذ سَطَعا
نمشي على جثث الأيّامِ
دون هدىً
وخلفنا من غُبارِ الوقت ما شَسَعا
وليد حسين شاعر يحمل حرفه وروحه على راحه نشيدا في نبوءة نستلهم منها كل هذا الحب الذي يضوع عطرا لأهل بيت النبوة من حرفه :
في كربلاءٍ ..
وكم شكوى تميدُ بها
لمّا أحسَّ بأنّ الأرضَ لن تَسِعا
حيث القرابينُ ترقى في نبوءتها
ومن تجشّمَ فوزا..؟
فالمليك رَعَى
رأسٌ يدورُ ..
وكفُّ الغدرِ تحملهُ
مازال مشتكيا لله مُذْ رُفِعا
هذا الحب الذي يمسك بتلابيب روح ووجدان الشاعر وليد حسين ويذوب به شغفا استنطق حرفه في إثنين وخمسين بيتا متماسكة البنيان احكم بحرفية شعرية عالية مسك خيوطها ،قد لايستطيع أن يتقنها شاعر اخر في عدد ابيات أقل منها بكثير، حيث تتكامل رؤاها، وأنت تنتقل من بيت إلى آخر، تستقي منها هذه النجوى والشكوى والإصرار على نهج خطه بدمه إمام الثائرين الحسين عليه السلام، فالشاعر وليد حسين لم يكن وحيدا في صياغة ابيات القصيدة التي آسرنا بقراءتها وكأننا أمام شريط يوثق هذه الملحمة وما اراد الشاعر وليد حسين ان يقوله فيها ، بل كان معه إيمانه بهذا الخط الرسالي الذي يفيض عنفوانا وقوة حيث يقول:
ماكنتُ يوماً الى أدراك غايتهِ
غير انعتاقِ الجوى في الخافقينِ معا
إنّي أكابرُ في أمرٍ نهضتَ بهِ
كي تستعيدَ لنا الإسلامَ لا الوَدَعا
وتستمدُّ من الرفضِ العظيمِ أباً
كأنّ ثغركَ من صفّينَ قد رَضَعا
ويستمر هذا الطوفان الوجداني محلقا بنا في فضاء رحب يزيح الستار عن عظمة سبط رسول الله صلى الله عليه واله وسلم التي تجلت في ملحمة الطف :
ياشبلَ هاشمَ
هل ألقاك مؤتزراً ..؟
وقد تصدّعَ فيك الكونُ فانصَدَعا
ياحيرةَ العقلِ كم أرجو محبّتكم
لي قلبُ صبٍّ ..
أشاعَ الحبَّ فاندَلَعا
في كلّ عامٍ
يحدُّ الحزنُ من فمنا
لما غشانا جهولٌ كنت مدّرِعا
حتّى تفرّقَ عمّا كان يطلبهُ ..
ديمومةُ الحالِ
ألقت حولنا البِدَعا
ولما كان الحسين عليه السلام في ملحمته الخالدة ولما لها من آثار إنسانية وخطيرة وفي أبعادها المهمة والقاطعة في حياة الإنسان في مواجهة الظلم والفساد الذي يجسده حبه للقيم السماوية التي كان لها نصيب كبير في قصيدة الشاعر وليد حسين ( صوت تكنّى)
نرمّمُ الذهنَ في درسٍ وذاكرةٍ
بها قوائمُ من ضَحّى.. ومن خَضَعا
بقيُّةُ العمرِ شادتْ خيرَ أزمنةٍ
بها نقيمُ ولاءاتٍ ومُجتَمَعا
نكرّسُ الحبَّ في أفياء وحدتِنا
ونستقيمُ لينموَ خيرَ ما زُرِعا
مازال صوتُك يزجي في أعنّتنا
حجمَ السؤالِ
أهاجَ السيلَ فاندفعا
إنّي نذرتُ صحارى العمرِ ملتمساً
بعضَ النذورِ
لها باعٌ بمن قَطَعا
يستأنفُ السيرَ في أحداق مُحتَشدٍ
وكم أنارَ الدجى
ما باتَ مُضطَجِعا
وأستزيدُ على حَسرَاتِ واقعةٍ
بيتُ القصيدِ تلوّى أينما وُضِعا
ولم أبالِ . ..
اَلَا تبّاً لمتّخذٍ
من المُضلّينَ رَفدَاً كان مُتّبِعا
وليد حسين في قصيدته هذه التي استزادها تحديا باثنين وخمسين بيتا يؤكد مرة اخرى حرفيته العالية في كتابة النص العمودي مما يجعل الناقد لقصائده أقرب منه الى القارئ ،فجزالة اللفظ وقوة المعنى والحبكة الفكريةالتي يوليها قصائده لا تحتاج الى ناقد بل قارئ يتفاعل معه لتريه اجمل صورها :
مكانةُ الشعرِ تسمو في مدائحكم
وقد تخطّتْ سبيلَ النصحِ والورعا
يحذو بها الوعيُ عمّن نال غربتَكُم
لذا أراهُ بنيلِ الخلدِ قد بَرَعا
لم يخشَ يوماً ..
وفي كفّيهِ أوردةٌ
من الحصونِ بها يستمرئُ النَجعا
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق